اعتمدت حضارة مصر القديمة على الاداريين أكثر
من المحاربين و قد أعطت الكثير من الاهتمام للكاتب للمصرى على مدى العصور و خاصة
فى اعصر الدولة القديمة. أما الفلاح و المزارعين كان أكثر أهميه فى عصر الدولة
الوسطى و زادت اهمية الجنود المحاربين و مكانتهم فى عصر الدولة الحديثة.
يعود تمثال الكاتب المصرى أو الكاتب الجالس
القرفصاء الى بداية الاسرة الخامسة و هو من القطع الاصليه و قد عثر عليه فى جبانة
سقارة بمحافظة الجيزة. و هو عبارة عن كتلة واحدة من الحجر الجيرى و هو نوع شهير من
الاحجار كانت تأتى من منطقة المعصرة حاليا و طرة و جبل المقطم بالقاهرة.
التمثال يمثل الكاتب المصرى فو وضع الجالس
يرتدى باروكة للرأس و تغطى جزءا من اذنيه. وجه التمثال يبدو طبيعيا و ملامحه جدية
واقعية و كأنه منتبه لشيىء يملى عليه و نلاحظ اتجاه الرأس و العين قليلا تجاه
اليمين على ما يبدو و كـأنه يستمع لأحد يملى عليه ما يكتب.
العين مطعمه بنفس التقنية المستخدمه فى صنع
عين تمثال شهير اخر "شيخ البلد" حيث استخدم الفنان الكريستال البللورى مع
حجر الكوارتز لاظهار بياض العين و استخد ام مسمارا او زبية محروقه لحدقة العين
بالاضافه الى استخدام النحاس فى صنع الجفن.
الكاتب هنا كان بذقن مستعارة و عقد حول رقبته
و لكن يبدو أن كليهما قد فقد عبر الزمن.
يمثل الكاتب فى وضع الجالس و لفافة من
البردى فى يده و نهاية اللفافه فى يده اليسرى و ريشه يبدو أنها قد فقدت هى الاخرى.
و نرى مدى قدرة الفنان فى اظهار تفاصيل اصابع اليد و الصدر و الركبة و حتى نهايات
الاظافر.
كان الفنان ماهرا بدرجه كافيه لتفريغ ما بين
جسد الكاتب و ذراعيه و المتعن فى التمثال سيرى جوانب كثيره من براعة الفنان فى
ابراز التفاصيل فى خلفية الثمثال و مناطق الكتف و الظهر و حتى تفاصيل الكوع.